الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

لا تطلبي اللّجوء العاطفي إلى السرير فهو سيسلّمك.. إلى عدوّك

و إنّي لأهوى النوم في غير حينه ....... لعلّ لقاءً في المنام يكون
قيس لبنى***
صباح الخير.. هذا أنا. ـ لقد أصبحت أستيقظ قبلك لأنّ لي موعدًا معك. و تبقين في السرير.. لأنّ لك موعدًا معه.
السرير ليس مكانًا آمنا لامرأة تنشد النسيان. فلا تطلبي اللجوء العاطفي إليه. سيسلّمك إلى " عدوّك الحبيب " كما تسلّم الأنظمة العربيّة كلّ معارض يلجأ إليها و يأتمنها على حياته.
ـ السرير كمين يقع فيه القلب النازف شوقًا. المطعون عشقًا. اعتقادًا منه أنّه ملاذ آمن لفرط حميميّته
.في الواقع، لا أخطر من حميميّته هذه عليك. أنت فيه مطوّقة بنفسك. حدودك الإقليميّة أنت، من كلّ صوب تحدّك الذكريات والمواجع والماضي. أنت طريدة ذاكرة تعتقدين الهروب منها إلى السرير.
ـ لكنّها ستفترسك فيه لأنّك هناك لا لتنسي من تحبّين بل لتستعيديه.. لتنفردي به.. لتبكيه.
ـ حتى النوم سيغدر بك. فحسب آخر الأبحاث العلميّة، إحدى مهام النوم حماية الذاكرة. فالنوم يساعد الدماغ على تخزين كلّ ما يعتقد المرء أنّه نسيه خلال النهار. وهكذا يصبح النوم وسيلة يستردّ بها الدماغ.. الذكريات.
لذا قد يستيقظ البعض ووسادته مبلّلة بدموعه. لقد بكى أثناء نومه. جرحه ظلّ مستيقظًا.أيّ أنّ النوم نفسه ما عاد فرصة للنسيان
يقول العلماء. ف '' البشر ليسوا حقيقيين إلّا في اللحظة التي يكونون فيها في أسرتهم وحدهم ''
بحسب الكاتبة السويدية آن ـ ماري برغلوند. ـ أخطر مكان عليك هو السرير. إنّه يغذّي حزنك و يوقظ مواجعك. و يخدعك بإيهامك أنّك تلتقين فيه الرجل الذي ما عاد من مجال للالتقاء به في الحياة. لهذا سمي السرير مخدع!
ـ بنظرة خاطفة ذكريات كثيرة تستلقي على سريري" تقول عناية جابر.
ـ غادري مخدعك حال استيقاظك أتمنّى أن أجدك غدًا أمام فنجان قهوة تحتسينها على شرفة أحلامك. اجلسي إلى نفسك كلّ صباح أمام الطبيعة بدل أن تجلسي إلى ذاكرتك في سرير.
ـ هل رأيت رجلًا يلازم السرير حدادًا على امرأة ؟إنّه يقصد السرير " رفقة لوازم نسيانه ". يستعين بامرأة على نسيان أخرى. في هذا سرّ شفائه. فالجنس عنده وصفة دواء يسهل تناوله بعد كلّ خيبة عاطفية.
ـ ما دمت عاجزة عن الخيانة. أضعف الإيمان أن تغادري السرير حتى لا يكون فضاء متعته .. هو فضاء شقائك!
***
" الجنس مجرد إرضاء للنفس عندما لا يحصل الواحد منا على الحبّ " غارسيا ماركيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق