الخميس، 29 نوفمبر 2012

الكاتبة الإماراتية شهرزاد الخليج

بعد الرحيل بعثت اليه تقول:
كان لابد من احدنا ان يستيقظ من نومه مبكرا ليوقظ الآخر من حلمه

وكالعادة،استيقظت انت..ورغما عني ايقظتني ورحلت
وكان رحيلك بلا استئذان، وكأنك استكثرت على لحظة اودعك فيها.
...
آه..لو كنت ادري انها الليلة الاخيرة..المكالمة الاخيرة..انفاس الحياة الاخيرة..

لكنك بقسوتك المعهودة سلبتني حق التهيئة الأخيرة للموت،
فلم تهئيني لحياة تخلو منك،ولم تكلف نفسك عناء حد السكين، فلم تكن سكينتك بالحدة التي تريح عند الذبح،
فذبحتني فوق الذبح ذبحين..ذبح الرحيل، وذبح الغفلة...
فكان لابد من الاستيقاظ..

فاستيقظت متسائلة بمرارة المذهول المؤخوذ على حين غرة:أين حق السقية الأخيرة؟أين ماء ماقبل الموت؟
لاشيء...لاشيء من هذا أبدا، وكأنك ارسلت خنجرك ليلا،فضل طريقة الى قلبي وانغرس في ظهري.
استيقظت ...واذا بكل الاشياء حولي في حالة احتضار،

وإذا بكل شي بعدك يلفظ انفاسه ويموت..حتى العمر.
وكأن القيامة قد أعلنت برحيلك..فإذا بارض الأماني تطوى
طـي السجل..وإذا بجبال أحلامي متظايرة كالعهن..وإذا بشظايا الحنين تتفجر من فم تنين الواقع،

فتأتي على كل الاشياء،فلا تبقى ولا تذر..وإذا بالاحلام الموؤودة تبعث متسائلة:بأي ذنب قتلت؟؟
قامت قيامتي بعد رحيلك..فبعثرت اسرارا في الصدور، وزفت احلاما الى القبور،

وإذا بأيامي بعد سكارى وما هن بسكارى..ولكن نبأ رحيلك عظيم.
وعندها ايقنت أنه كان لابد من احدنا من ان يستيقظ من نومه مبكرا ليقتل الأخر ويسرقه منحلمه..

وكالعادة،استيقظت أنت..وايقظتني..وأظنك قتلتني،وتركتني في عراء جنة حبك المزعوم.
واخترت لي الموت بغير دفن، واخترت لنفسك الدفن بغير موت

وقبل ان يدركنا الصباح. .

حدثني قلبي انك لي فصدقته
ما اقسى القلوب حين تكذب
صرت مني وصرت منك فعلى
من الــوم وعلى مـــن أعتب

هناك تعليقان (2):

  1. الله الله لا حروف تصف جمال ابجديتك رائعة جدا جدا جدا

    ردحذف
  2. الله الله لا حروف تصف جمال ابجديتك رائعة جدا جدا جدا

    ردحذف