الأحد، 15 يناير 2012

في ليلة رأس السنة قرّر الفرح أن يتبرّأ من سوء سمعته

في الأعوام الماضية
وللعام القادم . .
قبل منتصف الليل بدقيقة
... وبعد منتصف الليل بقرون . .
في اللحظة السابقة لرؤيتك
وحتى القُبلة التي
ستسرق من شفتيكَ نفسي الأخير
لا زمن إلا أنت

* * *
في قُبلتنا المُنتظرة . .
في شهوتنا المُؤجّلة . .
في حياء بوحك
مُذ تلك الكلمة التي لم تقلها لغيري
ولا أدري
أين أخبّؤها عن إناث الكون
ما زلتُ
ببدايات الجنون
ورُعب النهايات
أنتظرك

* * *
في كلّ النصوص التي كتبتُها
مُذ تعلّمتُ الكتابة
في ما كتبتُ لغيرك
لم أكتب سواك
في ما أنجبتُ من أولاد
كنتَ أنت ولدي
في ما سكنتُ من بيوت
من الجزائر إلى بيروت
كنتَ عنوان إقامتي
وكنتَ لخيمتي الأوتاد
 
وأنت تعبُر
تجرُّ الغزلان عرَبتك الفضّية
بحثا في الغابات الثلجيّة
... عن شجرة
تكون ملكةً على الأشجار
تزرعُها ليلة عيد
في مضاربِِ قلبك
كيف اهتديتَ إليَّ
وقد كنتُ أقلّ الأشجار زينة
نخلةً حزينة
وُجدَت خطأً في صقيع الأعياد
كلّ شتاءٍ . . تخون الثلج مع الصحراء
تؤجّل رطبها لموسمٍٍ آخر
إلى أن قلتَ :
" أيتها الباسقة الواثقة
كما يرغبُ الصبرُ كُوني
لا تتجمّلي بغير عراجين تمركِ
ها أنا جئتكِ
يا ابنةَ الأجاويد
تجرُّني الغزلانُ إليكِ . . وحزنُ الجياد "

* * *

ولأنّك لستَ هنا
في ليلة رأس السنة
قرّر الفرح أن يتبرّأ من سوءِ سمعته
وأن يحزنَ قليلاً
سرق الزينةَ من الأشجار
أطفأ أضواء العيد
وأشعل لي الذكريات قنديلاً



يا أنت
كلّ الشموع المُعطّرة
التي أشعلتُها على طاولة غيابك
... ذابت
والنارُ شبّت في ستائرِ الانتظار
واحترقَ البيت . .
وأنا ببهجةٍ كاذبة
أُطلق الأسهمَ الناريّة
لتمويه صمت الكائنات بعدك
فبعدك . . في ليلة آخر السنة
يقف الفرح اعتذاراً عند بابك

********



نُشرت في مجلة " زهرة الخليج " ديسمبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق