الاثنين، 22 أغسطس 2011

“لماذا تنازلت له عني ؟؟ (شهرزاد)”

 (سيدي.. كم أحببتك.. فلا تروّعني بفقدك وفراقك.. فما الذي يجري غدا اذا ما امسيت له؟!).

أحببتك كثييييرا / كثيرا
فلماذا تنازلت له عني ؟

**

......وغدا إذا ماأمسيتُ له !!
وألبسوني الثوب الأبيض
وتوجوني بإكليل الزهورِ ..
وتقدمتني عاداتهم تسبقني
بالدفوف
وبالطبولِ ..
وسارت خلفي تقاليدهم
تزفني بالزغاريد إليه
وتناثرت أحلامي تحت أقدامهم كالموتى
كالجثثِ
كالضحايا
كالأشلاء !!!

**

وغدا إذا ماأمسيتُ له !!
وارتديتُ له الحرائر
والخلاخل
والعقود
والخواتم !!
ورقصت كالذبيحة أمامه
بحزن المطر
بجنون الغجر
بشموخ المكابر
بإنكسار الغرباءِ !

**

وغدا اذا ماأمسيتُ له !!
وتزينت له بأحمرِ الثياب
وأخضرها
وأزرقها
أطولها
وأقصرها ...!
ورجوته ان لايقترب من قلبي
ان لايرعب أمنه و أمني!!
ان لايكسر ضلع حلمي !
ان لايحولني إلى فريسة هشة القلب
مشتتة الذهن
مبعثرة الأجزاء ِ ! !

**

وغدا اذا ماأمسيت له !!
واقترب بالود مني
وطوقت أنامله عنقي
وأخفضت رأسي أمامه حزنا وألما
وبي من حمى فراقك
مايظنه حرارة الشوق إليه
وفضحتني خفقات قلبي
وإرتعاشات أطرافي
وبللتني دموعي
وبللتني دموعي
وبللتني دموعي
فهل سيردعه حزني ؟
هل سيحتويني برقي العظماء !

**

وغدا إذا ماأمسيت له .. !
وجاءك البشير بالنبأ السعيدِ .
وضحكت في وجه البشيرِ مقهقها
ساخرا
مهسترا
و يدك على وجهك
تتفادى بها صفعة الخبر
بإبتسامة الكبرياءِ !

**

وغدا اذا ماأمسيت له !!
وأهدوك النبأ السعيد صباحا
فسارعت لتكون أول المهنئين
وبالغت في التبريكات
وبالغت في الأمنيات
وفي الورد
وفي الود
ثم أدرت للنبأ السعيد ظهرك
كالشيخ المسنِ !
تقاوم السقوط بالإنحناءِ !!

**

وغدا إذا ماأمسيت له !
وعدت بإرهاق إلى عالمك
وفتحت خزانة نقودك
وتحسست هديتي بذهولك
وانتشر عطري في أجوائك
وخيل إليك اني على بااااابك
وصرخت كاليتيمِ في عتمة ظلامك
رحلت أمي
رحلت أختي
رحلت حبيبتي
رحلت التي
أهدتني بجنونها كل النساء ِ !!

**

وغدا اذا ماأمسيت له
واغتسل بالدمع وجهك
وتراءى لك في ظلمة الحنين وجهي
وجاءت طفلتك الصغيرة باسمة
تمد يدها إلى وجهك
تتهجى اسمك بصعوبة
يُــ....ُبـــــ !!!
يُبـــــَـــــه
فتذكرني بها
فهذه الطفلة كانت لي
أنجبتها لك بلا رحم
وبلا حمل
وبلا مخاض
واااااااااااااااااااالله
استشعرتها في ليالي الحنين بأحشائي !

**

وغدا اذا ماأمسيت له !!
وبكى في الدفاتر أطفالي
وانتحبتْ في الصناديق أسراري
ونادتك الحرائر التي خبأتها لك!
وبكتك أحلامي التي أجلتها لك !
وضاع صوت طفلتي بين طيات الورق
تناديك
بابا
بابا
بابا
وبابا كالذئب الجائع
يطارد نعاج الغابة
بجوع الاشتهاءِ ......!

**

وغدا اذا ما أمسيت له !
وعدت بعد غياب إلى غرفتي
أناظر سقفها وأرضها
وأتذكر بغصة !
في هذه الزاوية كتبتك
وفي تلك الزاوية بكيتك
وهنا كان انكساري
وهناك كان قلقي
وعلى هذه السجادة كانت صلاتي...
وفي ذاك الركن كان دعائي!!!

**

وغدا اذا ماامسيت له!!
ونادى المؤذن ااااااااااااااااالله أكبر
وقمت إلى فرضي
وإنحنيت راكعة
وخررت ساجدة
وردد لساني ما إعتاده من الدعاءِ لك
وصفعتني حقيقة الفراق
فاستغفرتُ الله على ذكرك في صلاتي
وبكيت
وبكيت
وبكيت
حتى بكى علي بكائي !!

**

وغدا إذا ماأمسيت له !
وقلبت بعدي أوراق عمرك
وإستعرضت سنوات طيشك
ومراحل نضجك
وعلاقاتك
وعشيقاتك
وصديقاتك
وحليلاتك
فتذكر اني أحببتك كوطني
كأرضي
كعرضي
كآآآآآآآخر قطرة ماء !
كنقطة النور الأخيرة في الظلماءِ !

**

وغدا اذا ماامسيت له
وتلفت خلفي
كي أصافح بالنسيان أمسي
وبحثت عنك كي أختبر
حجم ذاكرتي بك ..وقوة نفسي!
وكي ألمحك كما قالوا..... واضحك !!
فهل سيصدق وعدهم لقلبي يوما ؟
هل ستصدق نبوءتهم ؟
أحقا ستصبح ذكرى ؟
أحقا سأضحك اذا ماإلتفتُ يوما ورائي ؟


يالرعب احلامي بك !
اذا ماأيقظتها يوما…وأيقظتني !
طرقات طفله في احشائي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق