من كتاب "لا تحزني"_ماجد الخالدي

 ماذا تريدينَ مني ؟ إنني رجلٌ ..
دخلتُ شيئاً يُسمى آلةَ الزمنِ

فأسقطتني بأرضٍ لستُ أعرفها
وفي زمانٍ غريبٍ ليسَ من زمني
...
ماذا تريدين مني ؟ إنني رجلٌ ..
أتيتُ من عالمٍ بالحب لوّنني

خرجتُ من رحمِ الأحلامِ منتعشاً
دفنتُ رأسي بثدي الشمس ترضعني

شربتُ ضوءاً وذقتُ الغيمَ في صغري
ونمتُ في كلِّ قلبٍ كان يحضنني

أنا أغيّر ريشي كل ثانيةٍ
لكن من الصعب جداً أن أغيّرني

أنا أسافرُ في التاريخ منتحراً
لكن أحنُّ إلى نفسي إلى زمني
كل التضاريس في عينيَّ باهتةٌ
ولون جلدي ؟ رماديٌّ يعذبني
دقات قلبي ؟ دعيها فهي كاذبةٌ
دقاته مثل طلقاتٍ تهددني
دقاته مثل أوراقي مبعثرةٌ
دقاتهُ مثل أيّامي .. تشردني
ما دام عندكِ شِعري فالثمي فَمَهُ
وابكي على كتفيهِ .. إنه وطني !
خذيهِ والتقطي في حضنهِ صوراً
وعانقي صدر شِعري فهو يشبهني
لا تبحثي عن كياني .. ليس لي جسدٌ
يضمني .. والجهات السِّتُّ تجهلني
وكل عصفورةٍ في الكونِ أسكنها
وكل ريحانةٍ بالعطر تسكنني
يا رعشةَ الخوفِ يا همسَ الظلام و يا
صمتَ البُحيراتِ حين الحبُّ يهزمني
ماذا تريدينَ ؟ .. آلامي ؟ سأنثرها
إني أوزعُ آلامي بـلا ثـــمنِ
متى أعود إلى عصْري ؟ .. كأن فمي
يخشى الكلام .. كأن الأرض ترفضني
نفسي تُحدثني أن الرحيلَ غداً
وأنني مُبحرٌ ... نفسي تُحدّثني