دفنت وجهي في قلب جدتي هذا المساء وحدثتها عنك
فقالت لي، يا ابنتي .. انكسار الرجل أصعب لأنه أصلب..
اعذرها سيدي..
فجدتي لا تجيد استخدام اللغة الفصحى
...ولا تجيد تنميق الحروف ولا زخرفة الكلمات
هي فقط ..
تجيد استخدام فطرتها
اعذرها سيدي..
فجدتي مازالت تعيش طقوس زمنها الجميل
مازالت تظن أن كل الرجال مثل جدي
وأن قلب الرجل لا يحتمل أكثر من حب
وأن حلم الرجل لا يحتمل أكثر من طيف
وأن حكاية الرجل لا تحتمل أكثر من بطلة
اعذرها سيدي..
فجدتي لا تجيد استخدام الهاتف النقال
ولا تحفظ سوى أرقام المحارم
ولا تجيد استخدام الكمبيوتر والانترنت
ولا يخطر في قلبها المطمئن بذكر الله
أن هناك شيئاً كالصندوق الصغير
يربط العالم بأسره كالقرية الصغيرة
وأنه بهذا الصندوق تمارس كل الكبائر
بدءاً بقذف المحصنات
وانتهاء بالزنا
اعذرها سيدي..
فجدتي مازالت تقيم فوق سجادة صلاتها
لا تغادرها إلاّ للضرورة
جدتي مازالت تظن :
أن اللي يحب مايكره
واللي يحب ماينسى
واللي يحب مايخون
اعذرها سيدي..
فجدتي تظن أنك تعاني كما أعاني
وأنك تفتقدني كما أفتقدك
وأن الحياة تتوقف لديك في غيابي
كما تتوقف الحياة لدي في غيابك
وأنك فقدت بعد الفراق
شهية النوم
وشهية الطعام
وشهية الحياة
وشهية الإحساس بالأشياء
وأن بداخلك بركاناً من الشوق إليّ والغضب عليّ
وأنك تكابر وتتألم بصمت
وأنك تفكر في محادثتي وتتردد
وأنك تفكر في الكتابة إليّ وتتراجع
وأنك تود لو تصرخ في كل الوجوه التي تلتقيها .. وتتماسك
اعذرها سيدي..
لا تسخر من جدتي
فهي امرأة في سبعينها
لكنها تحبك
نعم .. تحبك جداً
فجدتي لا تجيد في الحياة مثل أمومتها
وجدتي تقول
"إن قلبها يقول إنك ستعود وإني سأعود"
وكم أحب قلب جدتي حين يقول ما يقول
اعذرها سيدي..
فجدتي لم تعش زمن التلوث
ولا تعرف وجبات الحب السريعة
وتظن أن القلب يموت قبل الحب دائماً
جدتي تظن
أنك في هذا المساء
ستدفن رأسك في قلب جدتك
وستحدثها عني
سيدي
جدتي أوصتني
أن أوصيك بنفسك خيراً
وأن أبلغك منها السلام
وجدتي موقنة أن وصيتها ستصلك
وأن سلامها سيصلك
سيدي
جدتي توصيك بك خيراً
وتبلغك السلام
فقالت لي، يا ابنتي .. انكسار الرجل أصعب لأنه أصلب..
اعذرها سيدي..
فجدتي لا تجيد استخدام اللغة الفصحى
...ولا تجيد تنميق الحروف ولا زخرفة الكلمات
هي فقط ..
تجيد استخدام فطرتها
اعذرها سيدي..
فجدتي مازالت تعيش طقوس زمنها الجميل
مازالت تظن أن كل الرجال مثل جدي
وأن قلب الرجل لا يحتمل أكثر من حب
وأن حلم الرجل لا يحتمل أكثر من طيف
وأن حكاية الرجل لا تحتمل أكثر من بطلة
اعذرها سيدي..
فجدتي لا تجيد استخدام الهاتف النقال
ولا تحفظ سوى أرقام المحارم
ولا تجيد استخدام الكمبيوتر والانترنت
ولا يخطر في قلبها المطمئن بذكر الله
أن هناك شيئاً كالصندوق الصغير
يربط العالم بأسره كالقرية الصغيرة
وأنه بهذا الصندوق تمارس كل الكبائر
بدءاً بقذف المحصنات
وانتهاء بالزنا
اعذرها سيدي..
فجدتي مازالت تقيم فوق سجادة صلاتها
لا تغادرها إلاّ للضرورة
جدتي مازالت تظن :
أن اللي يحب مايكره
واللي يحب ماينسى
واللي يحب مايخون
اعذرها سيدي..
فجدتي تظن أنك تعاني كما أعاني
وأنك تفتقدني كما أفتقدك
وأن الحياة تتوقف لديك في غيابي
كما تتوقف الحياة لدي في غيابك
وأنك فقدت بعد الفراق
شهية النوم
وشهية الطعام
وشهية الحياة
وشهية الإحساس بالأشياء
وأن بداخلك بركاناً من الشوق إليّ والغضب عليّ
وأنك تكابر وتتألم بصمت
وأنك تفكر في محادثتي وتتردد
وأنك تفكر في الكتابة إليّ وتتراجع
وأنك تود لو تصرخ في كل الوجوه التي تلتقيها .. وتتماسك
اعذرها سيدي..
لا تسخر من جدتي
فهي امرأة في سبعينها
لكنها تحبك
نعم .. تحبك جداً
فجدتي لا تجيد في الحياة مثل أمومتها
وجدتي تقول
"إن قلبها يقول إنك ستعود وإني سأعود"
وكم أحب قلب جدتي حين يقول ما يقول
اعذرها سيدي..
فجدتي لم تعش زمن التلوث
ولا تعرف وجبات الحب السريعة
وتظن أن القلب يموت قبل الحب دائماً
جدتي تظن
أنك في هذا المساء
ستدفن رأسك في قلب جدتك
وستحدثها عني
سيدي
جدتي أوصتني
أن أوصيك بنفسك خيراً
وأن أبلغك منها السلام
وجدتي موقنة أن وصيتها ستصلك
وأن سلامها سيصلك
سيدي
جدتي توصيك بك خيراً
وتبلغك السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق