الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

قســــــــوة _شهرزاد

::+:: نقسو على أشياء .. وتقسو علينا أشياء .. ونتألم في الحالتين ::+::



نقسو .. على أنفسنا .. حين نبحر بها إلى جزر المستحيل ونملؤها بحلم زائف
ونضخمها بحزن أسود ونزرعها فوق محطات الإنتظار ونحملها فوق طاقتها ..



نقسو عليهم أولئك الذين نحب حين نوقظهم من لذة الحلم الجميل ونختم
حكايتنا معهم بالفراق ونهديهم إلى مراحل ما بعد الفراق ونتركهم
في مهب الحنين ونفرض عليهم الرحيل .. ونرحل ..



نقسو عليهم حين لا نشعر بهم أولئك الذين نمثل الجزء الأكبر منهم ونحتل
مساحة شاسعة من أحلامهم ونؤرق مضاجعهم ونقلق وجودهم ونحبط
محاولاتهم الوصول إلى أعماقنا ونتلذذ بوقوفهم تحت مظلات الإنتظار العقيم ..



نقسو على سنواتنا حين نختصرها في لحظة ألم حين نتلاعب بأجندة أيامنا
وننحرها بمقصلة اليأس ونحول ليالينا إلى وطن من الوهم والإنتظار ونتجاهل
مرورها كالقطار السريع من أمامنا ..



نقسو على بقاياهم حين نجردها من خصوصيتها ونحملها وزر الفشل والفراق
ونثرثر بها بصوت مرتفع ونبوح بأمرها للآخرين ونسهر نفكر في كيفية التخلص منها ..



نقسو على أطلالهم حين ننكرها وحين نجحدها وحين نهجرها وحين
نزورها فلا نلقي السلام وحين نمر عليها مرور الكرام ..



نقسو على الرسائل حين نمزقها بغضب ونخنق الإحساس المنثور بين كلماتها
ونرعب أحلامنا النائمة بين سطورها ونحولها إلى فتات من الورق ونلقي
بها في صحراء النسيان ..



نقسو على قلوبنا حين نحب من لا يشعر ونحلم بمن لا يستحق وننزف إحساسنا
في حضرة من لا يبالي ونتحول إلى عشاق من طرف واحد ..



نقسو على الظروف فنعلق تخاذلنا في رقبتها ونلقي فشلنا عليها ونبرر بها
عجزنا الدائم ونحولها إلى ... ونتخذ منها حجة لا تنفد ..



نقسو على عقولنا حين ندخل أنفسنا في حالة من الجنون ونتجرد من نضجنا
ونبحر فوق سفن الطيش ونرسو فوق شواطىء التهور ونتصرف بمراهقة مرفوضه ..



نقسو على أقربهم إلينا حين نسجنه في دائرة القلق علينا ونكون السبب المباشر
في تعاسته ونتركه فريسة لوساوس غيابنا ونحمله من الهم ما لا طاقة له به ..



نقسو على ماضينا حين نخجل من المجاهرة به ونطفىء أنواره ونمنع الإقتراب
منه ونحظر التجول في تفاصيله ونحوله إلى محطة سرية ..



نقسو على إنسانيتنا حين نتجرد من الرحمه ونتحول إلى وحوش آدميه
ونحول الحياة إلى غابة سوداء وندمي كل الأشياء الأليفة في حياتنا
ونتوهم أن البقاء للأقوى دائما ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق