الخميس، 9 ديسمبر 2010

ذنبك وحدك _شهرزاد

استيقظ .... لا تكمل الحلم اذا اكتشفت انك تؤدي دور الغبي في حكاية من طرف واحد .

ليس ذنبهم
انك انتقيتهم لحكاية عمرك
ومنحتهم دور البطولة
وجعلتهم جزءا مهما من حلمك الدافئ.

ليس ذنبهم
انك تنازلت عن خيالك الشاسع لهم
ومهدت لطيفهم الطريق اليك
وأدمنت الحلم بهم .

ليس ذنبهم
انك حولتهم الى قصيدة حب
وخبأتهم في دفتر اسرارك
وقرأتهم على نفسك قبل النوم .

ليس ذنبهم
انك خبأت وجودهم في ذاكراتك
وتصفحت صورهم في ليالي الشوق
وابحرت في اتجاههم على غير موعد .

ليس ذببهم
انك شيدت مدنك فوق صحراء الوهم
وحفرت ابار السراب في طريقك
وسقيت نفسك من السراب حد الرواية .

ليس ذببهم
انك طرقت ابواب قلوبهم في غيابها
واقتحمت احلامهم بلا استئذان
وحلمت بهم على غفلة منهم.

ليس ذبهم
انك سلمتهم مفاتيحك السرية
ومنحتهم تاشيرة التجول بك
وقدمت لهم دعوة للاقامة بك .

ليس ذببهم
انك تقمصتهم
وحاورتهم في غيابهم
وحدثت نفسك باصواتهم
ووصلت بهم الى اعلى مراتب الوهم .

ليس ذنبهم
انك غنيت اغانيث الحب لهم
وتركت ورودك على بابهم
وتحدثت عن احساسك بصوت مرتفع.

ليس ذنبهم
انك حين لا تراهم تشعر باليتم
وحين لا تسمعهم تشعر بالضياع
وحين يغيبون تغيب ملامح الاشياء لديك
وتختفي .

ليس ذنبهم
انك جعلتهم مركز الكون
وجعلتهم بداية الاشياء ونهايتها
وبالغت في التعلق بهم .

ليس ذنبهم
انك تشعر بالرعب من فقدانهم
ولا تتخيل لحياة عند رحيلهم
ولا تتصور ملامح ايامك من دونهم.

ليس ذنبهم
انك ربطت المكان بهم
وربطت الزمان بهم
وربطت الحياة باستمرارية وجودهم.

ليس ذنبهم
انك توهمت بناء سفينة نوح
واخترتهم ان يكونو نصفك الاخر
وابحرت بهم الى جزر حلمك دون علمهم .

ليس ذنبهم
انك وصلت في غير اوانك
فلم يكن زمانهم زمانك
ولا امانيك امانيهم
ولا احلامهم احلامك .

ليس ذنبهم
انك حين شعرت لم يشعروا
وحين حلمت لم يحلموا
وحين اشتقت لم يشتاقوا
وحين سهرت لم يسهروا
وحين بحثت لم يبحثوا
وحين تالمت لم يتألموا
وجين ناديت لم يسمعوا
وكانوا اخر من يعلم ...

وقبل ان يرعبنا المساء ...

الألم ألمك وحدك .
والاحساس احساسك وحدك
فالذنب يا عزيزي ... ذنبك وحدك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق