الجمعة، 1 مايو 2015

عبير نصر





لا أكتب...
إلاّ لأشكّلَ العالمَ على مزاجي
كأنْ أمسح الحقدَ بجرّة قلمٍ، وأحبس البحرَ في قصيدة
أو مثلاً آتي كاللصّ إلى حضنِ رجلٍ
أجعل الحروف عُرَى جسدٍ، أزرّرها بوشوشاتٍ ماكرة ...
لأقرصَ جلدَ الغزل
ومن ثمّ أغطّي قبلاتنا كأنها عورات لذيذة
وفجأة نقفز كالأرانب من قبعاتِ الشغب
ولو أردتُ نصبتُ الشمس عامودية على بحرِ العشّاق
لأجعلَ الظلّ المكتمل لجسدين، قشّةَ نجاة
إذا ما تاه عن اللذّةِ شاطئ الغرق
ولو أردتُ جعلتُ الغيومَ عرازيل هوى
والسماء لحافَ الأمنيات
وصوّرتُ الأشجارَ رئة الدروب
وما العصافيرَ سوى قلوبٍ تغلغلت في أحراشِ القُبل
ولو أردتُ مسحتُ كل هذا الألمِ
بنقطة حبر لا أكثر
وطيّبتُ دموعَ الأمهاتِ بقصيدةٍ مراوغة
أجعلُ القبرَ فيها رحمَ جنين يخبط بقدميه على جدران الحياة
وكنتُ حوّلتُ الرصاصَ حبّات شوكولا
وكنتُ جعلتُ بندقيةَ القاتل، حبيبةً مشتهاة
ولو أردتُ أوقفتُ الأرضَ عن الدوران
لتتزنَ الرؤوس
وتكفّ عن بلادنا أيادي الجنون، وتشحّ منابع الألم
ولو شئت بجرّة قلمٍ أيضاً، مسحتُ كلّ ما كتبتُ الآن
وصيّرتُني طفلةً
يتسلّى الكبارُ بخيالها المحدود
بينما ترى الكونَ مجرّد كوكبٍ جاهلٍ بعقلِ صغير
يُحكم القبضَ على العالم
كلعبةٍ
جميلة
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق