الاثنين، 27 ديسمبر 2010

هل جربت يوما...؟

أن تضع حزنك في صندوق
وتضع الصندوق فوق ظهرك
وتجوب بلدان الحزن
وتزور مدائن الحنين؟؟؟

هل جربت يوما ..
أن تسير فوق الشاطئ وحيدا
وتحاور القمر وحيدا
وتستقبل الشمس وحيدا
وتبكي تحت المطر وحيدا
كي لا يلمح الآخرون غزارة دموعك؟؟

هل جربت يوما ..
أن تحرق بساتين الأمل
وتشرد عصافير الذكرى
و تذبح أطفال أحلامك
وتبيع لياليك الجميلة بلا ثمن..؟

هل جربت يوما ..
أن تقف أمام مرآتك
كي تتذكر ملامح و وجهك
وتتفقد جيوش الحزن في عينيك
وتتبع آثار البكاء عليهم فوق وجنتيك..

هل جربت يوما...
أن تفر من ذاكرتك
و تسافر إلى البعيد
إلى وجوه لا تعرفها
و أعين لا تعرفك
و مكان لم يشهد يوما فصول حزنك...؟


هل جربت يوما..
أن ترسم وجوههم فوق الرمال
وتنحت صورهم فوق الجبال
و تحاور بقاياهم بسذاجة الأطفال
و تصافح طيفهم بجنون العشاق..؟؟


هل جربت يوما..
أن تندثر بالشوق
و ترتدي ملابس الحنين
و تجلس بجانب الهاتف مساءا
ترجوه أن يأتيك بصوت تشتاق
و تغمض عينيك على أمل أن يوقظك رنينه
و تستيقظ على وجه الشمس
وهي تخرج لك لسانها ساخرة..؟؟


هل جربت يوما..
أن تختنق بالهواء
وتغص بالماء
و تبحث عن بقعة أمل تتنفس عليها
وتكذب على قلبك
و يكذب قلبك عليك
كي تستمر بك و به الحياة..؟؟


هل جربت يوما..
أن تتذوق طعم الدموع ليلة العيد
و تتذكر الذين تسللوا منك رغما عنك وعنهم
و تأوي إلى فراشك مبكرا
و تستيقظ متأخرا
و تتفنن في هروبك من واقع لا يحتويهم..؟؟

هل جربت يوما..
أن يرتعش قلبك كالطفل الذبيح
و يموت لسانك في فمك
و تخذلك قدماك في الوقوف
و تتوه بينهم كالمجنون الأعمى
تتخبط في زحامهم وضياعك
و يستعمرك الخوف من كل جانب..؟؟


هل جربت يوما..
أن تسير في البلاد غريبا
برغم ألفة المكان
و دفء الطرقات و حميمية الذكريات..
وتفرس في وجه البحر
و كأنك تراه للمرة الأولى ..
و كأنه يلدك للمرة الأولى..؟؟


هل جربت يوما..
أن تطفئ أنوار غرفتك
و تجلس في الظلمة كالطائر الصغير
و تتذكر تفاصيلهم الصغيرة معك
و تضع رأسك بين يديك
و تبكي بكاء الأطفال
و توصي الليل أن يستر لحظات ضعفك..؟؟


هل جربت يوما..
أن تتحول إلى طائر صغير
تفرد جناحيك كل يوم
فتطير بحثا عنهم
و تطير خوفا عليهم
و تطير لهفة إليهم
و يخذلك جناحك و أنت في أعلى القمة للحنين..؟؟


هل جربت يوما..
أن تتحول إلى طائرة ورقية
يسرقك هواء الذكرى من نفسك
و تأخذك رياح الشوق إلى البعيد
و يقذف بك حنينك فوق أطلالهم
فتستنشق المكان و البقايا... و الآثار
و تتمنى أن يعود بك الزمان لحظة واحدة كي
تراهم أمامك..

أنا فعلت ذلك..!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق