الأحد، 24 أكتوبر 2010

قصيدة "الحذاء

قصيدة "الحذاء "للشاعر الكبير الراحل نجيب سرور التي كتبها سنة 1956 وتروي قصّة تعرض أبيه أمامه، وهو طفل للمهانة والضرب من عمدة القرية وكيف تعلم من يومها الثورة وراح يسبر مع القافلة:


أنـا ابـْنُ الشـــقاء ْ
ربيب ُ الـَّزريبــة و المصطبــة ْ
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء ْ
وفى قـريتى (عـُمدة ٌ) كالاله
ْ يـُحيط بأعناقنــا كالقــدرْ
بأرزاقنـــا
بما تحتنــا من حقول حـَبــالي
يـلدن الحيــاة ْ
وذاك المســاء أتانـا الخفيـر ُ
و نـادى أبي بأمر الإله !..
ولبـَّى أبي
وأبهجني أن يـُقــالَ الإلــــه ُ
تنـازل حتى ليدعـو أبى !
تبعت خطــاه بخـطو الأوزِّ فخورا ً
أتيــه من الكبريــاء
ْ أليس كليــم ُ الالــه أبـي كموسى..
وإن لم يجئـْـه الخفــيرُ
وإن لم يكن مثــلـَه بالنبي وما الفرق ؟..
لا فرقَ عند الصبى ْ !
وبينــا أسير وألقى الصغار أقول
“ اسمعوا.. أبى يا عيــال دعــاه الالــه “ !
وتنطـق أعينهم بالحســد ْ
وقصرٌ هنــالك فوق العيون
ذهبنـا إليه يقولون..
فى مأتـم شــيدوه
و من دم آبائنا والجدودِ وأشــلائهم
فموت ٌ يطــوف بـكل الرؤوسِِ ِ
وذعر ٌ يخيـم فــوق المـٌقــل
وخيــل ٌ تدوس على الزاحفــين
وتزرع أرجلهــا في الجـثت
وجدَّاتنــا في ليـالي الشــتاء
تحدثـننا عن ســنين عجــاف
عن الآكلين لحـوم الكلاب ِ ولحم الحمير..
ولحم القطط ْ .....
ذهبنــا إليه فلما وصــلنا..
أردت الدخول فمد الخفــير
يدا ً من حـديد
وألصقني عند باب
وقفت أزف ُّ أبى بالنظــر فألقـى الســـلام
ولم يأخذ الجالسـون الســلام !
رأيت ُ.. أأنسى ؟
رأيت ُ الإله َ يقــوم فيخلـع ذاك الحـذاء ْ
وينهــال كالســيل فوق أبى ! !
أهـــذا.. أبي ؟
وكم كنت أختــال بين الصغــار
بأن أبي فــارع “ كالملك “ !
أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ !
.... أهـــذا.. أبي ؟
ونحن العيــال.. لنا عــادة..
نقول إذا أعجزتنا الأمور
“ أبي يستطيع ! “
فيصعد للنخـلة العـاليـة
ويخـدش بالظفر وجــه السـما
ويغلب بالكف عزم الأســد
ويصنع ما شــاء من معجزات !
أهـــذا.. أبي
يـُســام كأن ْ لم يكن بالرجــل
وعـدت أســير على أضــلعي على أدمعي..
وأبث الجــدر “ لمـاذا.. لمـاذا ؟ “
أهلت الســؤال على أميــه
وأمطرت في حجرهــا دمعيــه
ولكنهــا أجهشــت ْ باكـيهْ
“ لمـاذا أبي ؟ “
و كان أبي صــامتا في ذهول
يعــلق عينيــه بالزاويـة
وجـدِّي الضــريرْ
قعيـد ُ الحصــيرْ تحسـَّسـَني
و تولـَّى الجـواب ْ
: “ بنـي َّ..
كذا يفعل الأغنيــاء ُ بكل القرى “ !
تعلمت ُ من يومهــا ثــورتي
ورحت أســير مع القـافلة ْ
على دربهــا المدلهــمِّ الطــويل
لنلفـى الصــباح
َ لنلقـى الصــباح !

هناك تعليق واحد:

  1. سمعت هذه القصيدة وانا طالبة بسنين الاعدادية من طالبة تكبرني تدعي هبة كانت تتدرب لاقائها في مسابة للالقاء كان يدربها استاذي لللغة العربية وقتئذ

    ردحذف