الأربعاء، 21 يوليو 2010

نادية عابد > أرجوك عاتبني واخنقني!

يا رفيق دربي، وتوأم روحي.
لا تصدقني حين أصرخ في وجهك غاضبة: «أعطني حريتي، أطلق يدي).
أريد أن أمرح في حرية يتيحها لي عقلك المتفهم لطبيعة الأنثي.
أريد أن تطلق يدي تنام في حضن كفك وتعانقك فأحس بضمتك الحنون بأنوثتي التي تتوهج بنظرة من عينيك.
لا تصدقني عندما أرجوك ألا تخنقني. فأنا أحتاج لبوصلتك تشير أمامي علي الجهات الأربع. لا أريد أن أضل طريقي وأتذوق المرارة من كأس الندم.
أنت يا سيد الرجال المتحضرين لا تسجنني في غرفة وتجلدني. فأنا أحب اعتقالك لي بين ضلوعك.. وأعشق أن تجلدني بحنانك. لا تصدقني وأنا أهذي بكلمات الحرية، الانطلاق.. السهر، فأنا غبية أردد كلاما لا أعرف كنهه ولا عواقبه، فأنا أستمد قوتي من ثقتك في تدبيري لأموري، ولكنك تري أكثر مني ولك بصيرة أرجح من بصيرتي.. ولكني أعبر عن الجنس الثاني الذي يشعر بذنوبه أمام الرجل الجنس الأول في مجتمع ذكوري. إنك تستوعبني بعمق وتحتويني بفهم وربما أضيق بهذا الفهم، فأتمرد عليه: أنا يا رفيق الدرب لما أفهم نفسي. ربما أطلب الشيء ونقيضه قل عني إني طفلة، مراهقة، متناقضة. قل ما تشاء، لكني أري نفسي في مرآتك ولا أخجل منها.
حين طلبت منك ألا تخنقني، تركت لي الحبل علي الغارب كما يقولون. فشعرت بحرية هي أقرب ما تكون للتوهان.. شعرت أني تائهة في بحر لا شواطئ له. فرحت قليلا بحريتي ولكني افتقدت بوصلتك. تصرفت كما أهوي ووقعت في أخطاء لأني كنت مبحرة في سفينة بلا ربان.
أرجوك إن كان حبك حقيقة - عاتبني واخنقني.. صارحني بعيوبي، حاول أن تعيد صياغتي لا كطفلة إنما كمخلوق ناضج، خلصني من أنانيتي التي تحرمني من تعاطف الغير معي. خلصني من شكوكي المكوكية التي تصيبني بالصداع. خلصني من شعوري أني مركز الكون. خلصني من تناقضاتي التي تربكني. أحتاج كفك الحنون علي ظهري.. لا تتركني لمجتمع ينهشني وعالم ذكوري لا يرحم أنثي. أنت تفهمني وتعرف أبعادي وأريد أن أستظل بعقلك دون أن يكون قيدا.
لا تصدقني حين أقول لك: تجاوز ولا تنكد علي، فأنا أريد حبا واهتماما. مفهوم؟ أريد حبا واهتماما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق