الاثنين، 7 سبتمبر 2009

Barbara_Jacques Prévert

تذكّري يا بربارة
بلا انقطاع كانت تمطر يومئذ على بريست
وكنت تسيرين باسمةً
متفتّحةً فرحةً مبلّلة

تحت المطر
تذكّري يا بربارة

بلا انقطاع كانت تمطر على بريست
وقد التقيتك في شارع "سيام".
كنتِ تبتسمين

وأنا كنتُ أبتسم أيضاً
تذكّري يا بربارة

أنتِ التي ما كنتُ أعرفها
أنتِ التي ما كنتِ تعرفينني
تذكّري

تذكّري مع ذلك يومئذ
ولا تَنْسَيْ
رجلاً كان يحتمي في أحد المداخل
نادى باسمك

بربارة
فركضتِ نحوَهُ تحت المطر
مبلّلةً متفتحّة فرحة

وارتميتِ بين ذراعيه
تذكّري ذلك يا بربارة

ولا تغضبي إذا ناديتُكِ بلا كلفة
أخاطب بهذا الضمير المفرد كلّ الذين أحبّهم

وإن لَم أكن رأيتهم سوى مرّة واحدة
أقول: أنت. لكلّ الذين يتحابون

وإن لم أكن أعرفهم.
تذكّري يا بربارة

ولا تَنْسَيْ هذا المطر الهادئ السعيد
على وجهك البشوش
على هذه المدينة السعيدة

هذا المطر على البحر.
على مستودع السّلاح

على مركب "أويسّان".
آهٍ يا بربارة

أيّ حماقة هي الحرب
ماذا حلّ بكِ الآن
تحت هذا المطر الحديدي

مطر النار والفولاذ والدّم
وذاك الذي كان يضمّك

بشغف بين ذراعيه
هل مات أو اختفى أو ما زال حيّاً
آهٍ يا بربارة

بلا انقطاع تمطر على بريست
كما كانت تمطر سابقاً
لم يكن ذلك كما كان وكلّ شيء إلى خراب

إنّه مطر من حداد مخيف وفاجع
بل ليست هي العاصفة نفسها

عاصفة من الحديد والفولاذ والدم
بكلّ بساطة هي محض سحب

تنفق مثل الكلاب
كلاب تتوارى مع خيط مياه منهمر على بريست
وتمضي لتتفسّخ بعيداً

في البعيد البعيد جداً من بريست
إذ لم يبق منها شيء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق