الأحد، 24 مارس 2019

المتحدثة غير الجديرة بالثقة – لويز غلوك

لا تستمع إلي؛ أنا مكسورة القلب،
لا أنظر لشيء بموضوعية.

أعرف نفسي
تعلمت أن أستمع كطبيب نفسي
وعندما تغلب العاطفة على كلامي،
لا يمكن الوثوق بي.

أمر محزن حقًا، تميزت طوال حياتي
بذكائي، وسطوة لغتي، وبصيرتي،
في النهاية، ضاعت كلها هباءً.

أبدًا، لم أر نفسي،
واقفة عند العتبة الأمامية، ممسكة بيد شقيقتي،
لذا أعجز عن عدّ كدمات
ذراعها عند نهاية الأكمام.

في عقلي، أنا خفية؛ وهنا مكمن خطورتي
الناس أمثالي، ممن يبدون ناكرين لذواتهم،
هم العاجزون
هم الكاذبون
هم من يجب أن يستبعدوا لصالح الحقيقة.

حين أصمت، ذلك وقت ظهور الحقيقة
سماء صافية، سحب كألياف بيضاء،
تحتها بيت رمادي صغير،
حوله زهور الأزالية* بلونيها الأحمر والوردي الفاتح.

لو أنك تريد الحقيقة، عليك أن تعزل نفسك
عن الابنة الكبرى، أن تنبذها بعيدًا.
حين يتأذى شيء حي، بهذا القدر، في أعمق أفعاله
تنحرف وظائفه كلها.

لهذا أنا لست جديرة بالثقة
لأن قلبًا جريحًا
يعني عقلًا جريحًا أيضًا.

.
ترجمة_ضي_رحمي

*بالإضافة لاشتهارها بجمالها، فإن الأزالية معروفة أيضًا بسميتها الشديدة- حيث تحتوي على سميات الأندروميدو (andromedotoxins) في كلٍ من أوراقها ورحيقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق