الجمعة، 24 مايو 2013

أنا ونفسي والشيطان بقلم : د. مصطفي محمود




قالت لي نفسي:
نارك وجنتك بين جنبيك.. نارك وجنتك فيما تختار, وما تعجل اليه من اقوال وافعال, وماتبادر اليه من عمل وماتمتد اليه يدك من حلال وحرام.
... يدك هي التي تحفر بها قبرك وتصنع بها مصيرك, ولسانك هو الذي يهوي بك الي الهاويه او يصعد بك الي اعلي عليين.. انت ماتقول وانت ماتفعل.
انظر ماذا تفعل تعلم مسكنك, وتشهد قيامتك قبل قيامتك وتعلم ساعتك قبل ساعتك.

قال لي شيطاني مستنكرا:
واين انت الان من قيامتك واين انت من ساعتك؟ هذا الوسواس الشوم الذي تصحو وتبيت فيه.. انظر حولك يافتي.. انت مازلت في الدنيا اقطف زهرتها, وانعم بلذاتها, وامامك فرص التوبه ممتده بطول عمرك.. وانت ماعشت فانت في رعايه التواب الغفار غافر الذنب وقابل التوب.. لاتعقد امورك واضحك للايام تضحك لك..

قلت وانا اتحسب كل كلمه
تضحك لي او تضحك علي يالعين.. ومن ادراني ان ما اقول الان هو اخر اقوالي وما افعل الان هو ختام افعالي, واني ميت اليوم ومن مات فقد قامت قيامته وبدات ساعته.

قال شيطاني.. اعوذ بالله من غضب الله
ماهذا الكابوس الذي تعيش فيه حياه كالموت وموتا كالحياه لم يبق الا ان تصنع لنفسك تابوتا وتنسج لك كفنا تتمدد فيه.. اين انت من هذا اليوم يارجل؟!

قلت:
ومن يدريني ان بعد اليوم بعد

قال شيطاني:
هل اقمت من نفسك قابضا للارواح وفالقا للاصباح ام انك المتنبي الذي لا تخيب له نبوه.. الزم غرزك يارجل ما انت الا عبد من عباد الله.. عش يومك كانك تعيش ابدا.

قلت:
ما قالوها هكذا يالئيم.. بل قالوا.. اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا, واعمل لاخرتك كانك تموت غدا.. ارايت كيف تقلب كل الحقائق.

قال شيطاني:
انما اردت لك الحياه, واردت انت لنفسك الموت.. ومرادي كان دائما مصلحتك.

قلت:
بل موت النفوس كان مرادك, وهلاكها في الجحيم كان شغلك الشاغل, وهمك المقيم ياسمسار الجحيم.

***
هل كنت اكلم احدا؟؟.. ام كان يكلمني احد
هل كان حوارا بحق.. ام كان خيالا.. اتخيله
ان حديث النفس حقيقه لاشك فيها.. وهو نوع من الاعجاز الرباني.. فهو حيث داخلي لايسمعه غيرك, ولا يطلع عليه سواك.. ولايستطيع اي جهاز الكتروني بشري ان يسجله عليك.. والنفس فيه طرف.. والطرف الاخر يمكن ان يكون النفس ذاتها.. ويمكن ان يكون الشيطان.. وابراهيم الكليم ابو الانبياء كلمه ربه.. وهكذا ترتفع المكالمه لكل نفس علي حسب قدرها ومستواها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق