الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

سمانثــا عادل

في علاقاتنا بالآخرين.. نمنحهم من أنفسنا دائما..
ما نتمنى أن يعطوه لنا.. ما حرمنا منه نحن..
ما ينقصنا نحن.. مانحتاجه ونشتاقه..
وننتظر رؤية التقدير والسعادة بأعينهم لما نفعل لأجلهم..
وننسى كثيرا.. أن ما نعطيه.. قد يكون أبعد ما يكون عما يحتاجونه..
...

أن قطعتهم الناقصة التي يتمنونها..تختلف عن قطعتنا حتما..
وهذا الاختلاف.. وعدم معرفتنا بأصل الفكرة..
هو أكبر ما يولد الإحباطات في العلاقات..

لأننا.. نحسب أننا نعطي كل شيء..
والطرف الآخر يحسب أنه يعطي كل شيء..
ويظن كلانا أنه الأكثر مثالية فيما يعطي..

لا نفهم أن الآخر يمنح أيضا.. أقصى ما يحتاجه هو..
أكثر ما يشتاقه هو..
حاسبا أن ذلك ما تحتاجه أنت..

الأمر بسيط.. انظر لكل من حولك..
تأمل في أكثر شيء يميزه كإنسان..
أكثر ما يعطيه بصدق وحرارة..
واعلم أن ذلك بالضبط هو ما يحتاجه..

من يمنحك حنانا دافئا.. هو أكثر من يتلهف إلى قطرة حنان..
من يتفهم ظروفك مهما تكن..
يحتاجك أن تتفهم ظروفه حين تدور به الحياة..
من يحاول تعزيز ثقتك بنفسك..
يحتاج لمن يشجعه باستمرار ليعزز ثقته هو بنفسه..
من يتقبل الآخرين كما هم بأخطائهم وعيوبهم..
لا يتمنى أكثر من أن يجد من يتقبله هو كما هو..
من يقف بجانب الجميع في كل وقت..
ينتظر من الآخرين أن يكونوا جواره حين يحتاج..
من يمنح حبا غير مشروط..
يشتاق كثيرا كثيرا.. لأن يلقى حبا غير مشروط..


هكذا نحن.. هكذا الكل من حولنا..
لكن الصمت.. هو مأساتنا الكبرى كبشر..
هكذا خلقنا بطبعنا منذ الأزل..
نتحدث في كل شيء.. إلا فيما يهم حقا..
إلا عن أعمق مشاعرنا..


حاول فقط.. أن تكون مختلفا..
تأمل من حولك.. وامنحهم ببساطة ما يعطونك..
وأخبرهم فقط.. بما تحتاج إليه ليعطونه..


تواصل مع الآخرين ليفهموا..
وتفهم هشاشتهم ليتواصلوا..


-------------------------------------
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق