الجمعة، 15 يونيو 2012

شهرزاد الخليج

دُمية !

منذ إن أهديتني دمية وقلت لي انها (ابنتنا) .. وأنا أتساءل بدهشة !
لماذا تشبه ابنتنا (دميتها ) كثيرا !!]

...


*

معظم عاشقات الأرض

يحتفظن في مرحلة ما ..بــ (دمية) !

يخترن لها اسما

يمنحنها الوسادة الأخرى !

ويمارسن عليها أمومة منتظرة!

وقد تذبل ( الدمية ) على الوسادة !

والأمومة المنتظرة ... لاتصل !




*

فوعود الحب لاتمنح الدفء طويلا !

ونحن لانشعر بفراغ و(برد ) وسائدنا الأخرى

التي يتوسدها رأس (دمية )

إلا بعد ان يغادرنا دفء الحب !

فنتحسس وسائدنا بحثا عن بقايا عمر!

فتصبح الرؤية عندها أوضح!

فضباب الحب لايرافقنا كل العمر !




*

هكذا أخبروني ..وهكذا ظننتُ!

لكن الضباب لم يغادر نوافذ قلبي أبدا !

ولم ألمح صورتك بوضوح يوما !

لهذا بقيت الصورة جميلة !

وبقيت أنت في ناظري شابا برغم مرور السنوات !

فكنتُ أنا أكبر في المرآيا ..وأنت لاتكبر !




*
وكان وجهك يراودني كثيرا كما يراودني الآن بإلحاح !
فكنت أتتفاءل بذلك كثيرا !

لاني آمنت بقول جدتي

ان الوجوه التي تراودنا ا
يأتي لنا الهدهد منها بنبأ عظيم !
كنبأ بلقيس الذي سبق لسليمان بلقيس!
أو كريح يوسف التي سبقت ليعقوب يوسف!

لكني لم أرى الهدهد يوما على نوافذي !

ولم ألمح على ( شباكي ) بعدك سوى

البرد / والوحدة / والشتاء !

الشتاء الذي كان يزداد وهنا

عام بعد عام !






*

وهاأنذا بعد عشرون عاما من العمر !

تراودني رغبة البوح لك بالكثير !

فمن أي الصفحات أبدأ بوحي ؟

وأي الأوراق تحتمل سرد تفاصيل عشرون عاما ؟
فهل آخبرك عن [دميتي القطنية]
التي أهديتني إياها ذات بداية حالمة!
وأخبرتني أنها [ ابنتنا ]!






*

كبرت دميتي ياسيدي !
أصبح عمرها الآن عشرون عاما وأكثر ؟
أيرعبك الرقم ؟أنا ماعاد يرعبني !
فـ (دميتي ) كبرت على غفلة مني !
ككل المتغيرات والأشياء التي حدثت لي بعدك
كانت على غفلة مني !

فلم يتدرج بي شيئا !

لا الحنين تدرج / ولا الفقد / والنسيان !




*

عشرون عاما ياسيدي!
ومازالت [دميتي ] مهذبة !
هادئة كما تركتها تماما !
فهي لاتغادر مكانها مهما تآخرت عليها !
ولا تسكب اللبن الساخن فوق السجاد الثمين!
ولاتخلف قطع اللعب خلفها!
ولاتعترض على دخول دورة المياه!
ولاتبكي لدخول صابون الاستحمام في عينيها !



*

عشرون عاما ياسيدي
ومازالت ابنتنا [ قطنية ]!
لم تنبت أسنانها الأمامية ولاالخلفية ولااللبنية!
ولم تفاجئني بالنطق يوما!
ولم تزدد كأبناء رفيقاتي طولا!
ولا كفتيات جيراني عرضا !

لكن ملامحها تغيرت كثيرا
بهت لون شعرها !
وتغير قطن وجهها !
واهترأت حشوة جسدها !
فالسنوات تنال حتى من الجماد!




*

عشرون عاما ياسيدي!
وأنا أسهر الليل على تربية [دمية] منك!

فهل يحق لي بعد عشرون عاما
إن أطالبك بأوراق رسمية ... لدميتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق