الخميس، 17 مايو 2012

ريم محمود

بداخلي وطن يبكي .
طفل صغيْر إنطوى على نفسه ,
يرتجف لا من شدة البرد
بل من شدَّة الغربة .
بالرغم من يومٍ حافلٍ
...بإمتياز ؛
قُضيَ مع أفرادِ عائلتي ,
إلا أنني كُنتُ وحدي !

من المُوجِعِ أن تكونَ مع العالم , ولا يكونُ العالمُ معك .

يحيْطُ بكَ الفراغُ من جميعِ جهاتِك
ويحدُّكَ المجهول من جميْع زواياك .
تمسي غائباً عن الحياة , حاضرَ الوعي
ضائِعَ الملامح .

أن تكونَ إنساناً بمواصفاتٍ غريْبة .
فلا أنتَ تشبه بخار
لا تشبه دخان
لا أنتَ تشبهُ ضوء
لا أنت تشبِهُ سمكة
ولا أنت تشبِه ظل .

تُمسيْ كائناً بمواصفات جديدة
ربما لو علمَ بكَ عالِمٌ لسَّجلَ بِكَ إكتشافاً جديداً

رُبما الحياةُ قاموس
ونحْنُ كلمات
وبعضنا مبتور ,
هربَ بعض لونه , ونكهته .
فما عادَ لنا معنىً ولا فائِدة .

ربما الحياة لُجوءُ, وأنتَ روح هاربةٌ من جسدٍ
أخافُكَ ظلامه , وحشته ,عُزلته .

فرُحتَ تبحَثٌ في علبِ الكبريْت عن بقاياك
عن طعمتِكَ المسروقة ,
ولجأت في شتاءِ الإنتماء إلى طائر, خبأكَ في جناحيْه
أطعمَكَ من لحمه , وسقاكَ من دمِه , لأن شيئاً ما يربُطكَ به .

ثمَّ حملَكَ إلى أعلى قمةٍ بمخلابِه , ورماكَ إلى وادٍ سحيْق
فقط ليَسْتَمتعَ بصوت ارتطامِك على حجر .

هكذا كنتُ اليوم بلا مبررات ؛
تهشَّمَت روحي أمامي "

" حالة ما "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق