الخميس، 17 نوفمبر 2011

سعاد الصباح

‎ تتشكَّلُ أنوثتي على يَدَيْكْ..
كما يتشكّلُ شهر ُ أبريلْ
شجرةً شجرةْ..
... عصفوراً عصفوراً..
قُرنْفُلةً قُرنْفُلةْ..
وكلما أحبَبْتني أكثَرْ
وأهتممتَ بيَ أكثَرْ
تزدادُ غاباتي أوراقاً
وتزداد هضابي ارتفاعاً
وتزداد شفتاي اكتنازاً
ويزداد شعري جنوناً..
على يَدَيْكْ..
أكتشفُ للمرّةِ الُأولى
جغرافيّةَ جسدي..
تلَّةً تلَّةْ..
ينبوعاً ينبوعاً..
سحابةً سَحابةْ..
رابيةً رابيةْ..
إني مدينةٌ لكْ
بكل لَوْزي..
وخوخي
وتُفّاحي
مدينةٌ لكْ
بكل هذا التنوُّع في أقاليمي
وكل هذه الحلاوةِ في فاكِهَتي..
مدينةٌ لكْ
بكل حبَّةِ قمح ٍ تَنْبُتُ في أجفاني
وبكل لؤلؤةٍ خرافيّةٍ..
تطللعُ من خُلْجاني..
تتشكَّلُ أنوثتي على يَدَيْكْ
كما يتشكّل قوس قُزَح
بقعةً خضراءْ.
بقعةً زرقاءْ.
بقعةً بُرتُقاليّة
وعندما تنتهي من رَسْمي
أخرجُ من بين شَفَتيكْ..
مُبلّلةً كوردةْ..
وشفّافةً كقصيدةْ...
على يَدَيْكْ
أدخلُ دائرةَ الحضارَةْ
وأتربّى على وسائدحنانِك
كقطّةٍ تركيّةٍ مدلّلةْ..
تنامُ طول النّهارْ
وتختبىءُ بين ذراعَيْكَ ، طولَ اللّيلْ
وترفض الخروج إلى الشارعْ
حتى لاتدخُلَ في علاقاتٍ عاطفيّةْ
مع القططِ الأخرى..
فتفقد دَمَها الأزْرَقْ..
وسلالاتها الملكيّةْ..
وحقَّ الإٍقامةِ لديكْ!!!



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق