الأحد، 30 نوفمبر 2008

المدى الأبعد للعذاب (من كلماتي)

*اصعب حب..
أن تحب..
ويملأ العشق قلبك بفيضان من المشاعر محبوس في صدرك..

يجثم على روحك ولا تقوى أن تطلق سراحه..
أن تحب..
ويكون أقصى ما تتمناه أن ترى حبيبك باسما

ولكن عندما ترى الضحكة تملأ عينيه
تتجمع روحك في دمعة لا يراها,
ولا يشعر بها
معلقة بأطراف كبريائك..
فهذه الضحكة التي تمنيت أن تدفع عمرك ثمنا لها
تجدها تذهب رخيصة لغيرك,
وأنت عاجز عن المطالبة بحقك فيما تمنيته.


*اصعب حب..
أن تحب..
وتجد اللغة بكل ثرائها وبلاغتها
قاصرة عن التعبير عن حجم آلامك..
أو وصف لوعتك وأنت أمام من تحب..
لا يفصله عنك بضعة أمتار..
ومع ذلك تشعر أن بينكما العالم كله,
وأن النجوم في أبراجها الشاهقة
قد تكون أدنى لك منه.



*اصعب حب..
أن تحب..
ويتلخص الوجود لديك في شخص واحد
تتجمع فيه الدنيا وما فيها.
أن يختصر الزمن للحظة,
تسطع فيها عيناه في دياجير وحدتك
لتحيل عتمة أيامك لنهار مؤتلق وعرسا للألوان..
أن يصبح عمرك بضع ثوان
يعبر فيها طيفه أمامك
وتتحول كل علاقتك بالحياة
لموعد في انتظاره..



*اصعب حب..
أن تحب..
وتندمج العواطف والأحاسيس كلها في إحساس واحد
يسيطر عليك.. يقودك..
حزنه رفيق روحك..
خوفه يلف وجودك..
شوقه يحرق جسدك وأعصابك,
مشاعر قوية.. مخنوقة داخلك
تعاقبك على صمتك الذي لا حيلة لك فيه.



*اصعب حب..
أن تحب..
ويسجنك الحب في سجن مجهول,
ويلقي بالمفتاح في أعماق بحر عيون لا تراك.
أن تتعذب وحدك..
وتتحطم وحدك..
وتحترق وحدك..
وفي صمت تتلاشى شيئا فشيئا.
تتحول لظلال باهتة.. مسلوبة الحياة ,
محاطا بغلالة رقيقة من السمو الروحي
تصبح فوق كل المشاعر الدنيوية
فوق أهواء النفس وإغوائها,
بل وفوق الحب ذاته.



*اصعب حب..
أن تحب..
ويعتقلك الوهم في مملكته
خارج حدود العقل والوعي,
أن يطلق سم الأمل الكاذب في دمك
لترى هلاوس وخيالات صنعها حبك الميئوس منه..
أن تدمن تعاطي الخيال
وتسكرك خمور الأحلام
فتعيش في وهمك الجميل
الذي ألغى واسقط المستحيل.



*اصعب حب..
أن تحب..
وتتعود أن تتألم في صمت,
وتنزف في صمت,
وتموت في صمت.
من أجل حب محكوم عليه
أن يولد في أعماقك وينمو ويكبر..
ويملأ وجودك..
لكنه يبقى بين ضلوعك
أسير قلب ضاق به فيلتف حول نفسه..
محتضنا شقائه
مستسلما لمصيره المجهول.



*اصعب حب..
أن تحب..
وترسم فوق ملامحك ابتسامة لا تعرف معنى الفرح..
وترتدي قناعا خادعا, يشد أطراف وجهك ليصنع تعبيرا سعيدا..
أن تخفي الألم والعذاب من عيونك وتخبئهم في أعماق روحك
بعيدا عن أعين الفضوليين,
واللائمين,
والشامتين,
والمشفقين.
أن تهرب بدموعك لأحضان الظلام,
وتزرع حزنك في غابات الوحدة.



يوما ما..
عندما يخفق قلبك ولها, وشوقا, ولهفة
لشخص لا يسمع وجيب هذا القلب,
ولا يرى عينيك الدائمتي البحث عنه,
أو يلحظ ارتعاشة يديك إذا أشرق وجهه في أيامك,
رجفة صوتك وتلعثمك إذا حاولت أن تنظم كلمة في حضوره
ستعرف … كم كنت أحب!
وإلي أي مدى كان عذابي مع هذا الحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق