السبت، 16 أغسطس 2014

Sarah Abed Elmonaem

 الفراغ محل وجودك
هائل
موجع
بارد
يبتلعني كثقب أسود...
ذراعاي تتحركان بطريقة شبه آلية لتحتضن الفراغ فنهوى سويًا على الأرض ويهوى قلبي داخلي مرارًا ثم نضحك ثم نبكي ثم نعاود النظر لتلك الهوة التي تذكرنا بما كان يملئها سابقًا.
وسابقًا هذا صار يشمل أمور عديدة واناس كثيرة وأشياء لم تعد ملونة كما كانت سابقًا، لم تعد الابتسامة مبهجة كما كانت سابقًا، لم يعد الدفء يحتويني كما كان سابقًا، يرفضني البشر كثيرًا عكس ما كانوا سابقًا، وأرفضني أنا أكثر مثلما كنت سابقًا.

الفراغ محل وجودك
مؤذي
مُهلك
متعاون معي ضدي
يتكثف أحيانًا ليحتويني داخله وكأنه يحقق الخيالات التي تشتعل بعقلي وكأنه يقرأ عقلي تمامًا كما كنت، الفراغ يُشبهك كثيرًا ويختلف عنك في أنه موجود دائمًا ولا يسخر مني أبدًا ويحنو أحيانًا وينتقدني أقل ويهتم كثيرًا كي لا أطرده بعيدًا، العناق يصير أعمق وكأنه سيكون أخر ما أفعل على وجه الأرض وكأن الجسد الذي يختار وجوده كي يؤدي تلك الوظيفة يملك أجمل ما كان فيك وأفضل ما كنت تفعل، كنت تُجيد عناقي وتخفيني داخلك عن العالم أجمع وكأنه يتوقف عن الوجود فلا يهم سوى أنا وأنت الآن وهنا ..

الفراغ محل وجودك
يحتلني
يحل محلك
استبدلناك ..




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق