الأحد، 15 ديسمبر 2013

من رواية " فوضى الحواس " ]

ذات مطر.. جاء صوته على الهاتف .
وبرغم البرد ، بدا وكأنه خلع معطفه وهو يسألها :
- كيف أنتِ ؟ أما زال لكِ ذلك الولاء للمطر؟
ولم تدرِ ، أكان لا بدّ أن تستنتج أنّ في أسئلته عودة إلى حبها ، أم أن المطر هو الذي عاد به إليها ؟
فهي لم تنسَ قوله مرّة " الأسئلة توّرطٌ عشقيّ " . تماماً كما تذكر ذلك الموعد الذي جمعهما مرّة في سيارته ، بينما كان المطر يهطل بغزارة . اكتشفت يومها جمال أن يكونا عاشقين ، لا عنوان لها سوى مسكن عابر للحبّ ، له حميمية سيّارة.. في لحظة ممطرة ....
كانت تشعر أنهما أخيراً وحيدان . ومختبئان عن كل الناس . يغطيهما ستار من الأمطار المنزلقة على زجاج النافذة .
يومها كانت تريد أن تقول له أشياء لا تقال إلا في لحظة كتلك .
ولكنه أوقف سيّارته إلى جانب الرصيف . وكأنه يوقف اندفاعها بين جملتين . وقال وهو يشعل سيجارة :
- لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات.. فالصمت أمام المطر أجمل .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق