السبت، 9 مارس 2013

خواطر ليلة شتوية - ‎محمد الدويك

وكنت ضعيفا وكانت رقيقة. فبدت حانية وبدوت حليما. وكنت ملهوفا وكانت مقبلة. ووقفنا مرعوشي الأقدام والأطراف، ونقترب فتتحول الأرض إلى شلال يرسل الحب والموت والنزق. ورأيت ضعفي فخرا. رغم أنها قالت في النهاية كم أرهقني عنفك!
...
وطاوعتها قدماها فغادرت، وتمرد العطر فظل من بعدها لم يغادر. عالقا بالهواء والحوائط، وملتصقا بأروقة الذاكرة.
وتحولت الحياة إلى بقايا عطر، ومطفأة سجائر بها رماد، وجريدة تحمل تاريخا قديما، وطلاء شفاه أحمر على المنشفة البيضاء. وأغنية تدور لألف مرة دون أن تمل أنت أو تكل هي.
وتمضي عشر ساعات فلا تضبط لسانك قد قال كلمة. ولكنك بسكوتك قد قلت الكثير وسمعت أكثر.
كوب ماء وفنجان قهوة ذهبت سخونته فصار باردا. وقطعة حلوى لا تغير طعم مرارة اللذة. وتغسل وجهك بعناية في المرآة، فتتساقط اللزوجة ولا تتساقط تجاعيد العمر.. وتصر الأيام أن تمضي في اتجاه واحد لا يعود. ولن يعود.
...
وقبل أن تغادر تركت عطرها. وأخذت في المقابل جزءا من روحي. ولم أعترض. وأخفيت الأمر خشية أن تتراجع في المبادلة. وأنا الطرف الكسبان.
...
ليس بالضرورة أن تكون بطلا لتشعر بالانتصار. الانتصار ليس على الدوام حلو المذاق، بل قد يكون مربكا أو مرهقا. و قد تمر بتجربة عادية وتتصرف فيها بشكل عادي. ولكنك تجني السلام والابتسام. هكذا حدث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق