الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

عاصفة العمر


يوما ما / سأشكرك يوما على الصمت بيني وبين نفسي ))


*

لازمتني أمنية الفرار الى زمن قديم منذ الصغر
فعشقت رسم الخرائط الخيالية كثيرا

وكثيرا ماتخيلتُ هذا الكون بألوان مختلفة ووجوه مختلفة

وزمن مختلف !

زمن لايصطحب أهله أجهزتهم المحمولة في مشاويرهم كأطفالهم!
زمن لانحرص به من التأكد من وجود هواتفنا المتحركة في حقائبنا قبل الخروج من المنزل!
وعند اكتشاف نسيانها نعيد طريق العودة غير مبالين بما قطعنا من مسافة على الطريق!
زمن لاتضعف فيه قوة أبصارنا امام شاشاته المتعددة !
زمن لاتتحول فيه علاقاتنا وجلساتنا وحواراتنا وتهانينا ومجاملاتنا وطقوس حياتنا الاجتماعية

الى مجموعة من المسجات الهاتفية !
زمن لانستيقظ فيه قبل النور كي نضع بصمتنا في جهاز الحضور قبل اغلاقه!
زمن لايؤدي طريقه الخلفي الى البقالة التي نحرص على شراء الصحف اليومية

منها بكل مافي الصحف من هموم واحزان واحباطات !




*
باختصار
أتمنى تغيير الخارطة الجغرافية للحزن في داخلي !
فخارطة الحكاية هذه المرة واقعية
فصول وطقوس ورجل وطرقات واطلال
الم احدثك عن الطرجنون الطرقات

ألم احدثك عن الطرقات وجنون الطرقات؟
ألم ابح لك من قبل اني امتلك في هاتفي المتحرك لك الكثير من الصور التي التقطها لك على غفلة منك ؟


كنت كطفلة مشاغبة أستتر على طريق سيرك لألتقط لك الصور !
وكنت اتخذ من للصور زادا لقلبي في أيام غيابك!
كنت أشعر احيانا بالذنب!
لكن سرعان مايتلاشى الاحساس بالذنب تحت رياح الفرح بصورتك!





*
لماذا احيانا يتحول حديثنا الختامي الى اعترافات اقرب للاعتراف بالذنب
وكاننا نود قبل الرحيل من الحكاية الاستغفار عن ذنوبنا بالاعتراف بها
لكنك لم تكن ذنبا
والله لم تكن ذنبا
لم يمهلني الوقت بيتسجيلك رسميا في صحيفة ذنوبي
فأنا احببتك بطهر / وغادرتك بطهر !
لااحمل منك بيميني شيئا ولا حتى خفي حنين !
كنت أحترم المسافات بيني وبينك حتى في خيالي
كنت كصنم التمر اسهر الليل عليه

و لا أجرؤ عند الجوع على تذوق طعمه !
كنت كحنين الطفولة الذي افر به الى منزل عائلتي القديم
ولطالما فررت باحساسي بك الى هناك
وعند عتبة باب منزل جدي ادركت انك عاطفة حقيقية واحزان حقيقية
فقدسيتي لهذا المكان
كانت تمنعني من التسلل اليه بنزوات عابرة في قلبي
لم اكن اتكىء على جدران هذا البيت الا بجرح حقيقي ووهن حقيقي !

وقد إتكأت بك عليه !



*

أتعلم ؟
كل شيء في هذا المنزل علاه الصدأ
الابواب الكبيرة الاقفال / حديد الشبابيك / براويز الصور / ارجل المقاعد
إلا الأمان !!
فمازال الأمان في هذا المكان اخضر القلب واللون!
ومازال الصغار الذين كبروا يتسللون الى هذا المكان بحكايتهم الحقيقية
الحقيقية فقط !
فلااحد يدخل الى هذا المنزل باحساس واهم او حكاية عابرة
فهذا المكان كان لنا يوما حضن أم طاهرة !
ومن الصعب ان نسكب في حضن الأم مشاعر طريق عابر او حكايات ملوثة بالطيش

وليتك كنت حكاية طيش !
تبدأ برسالة مراهقة وتنتهي بعصا مؤدب
ليتك كنت جرح اولي !
تتوالى عليه جروح الأيام فلا تُبقي منه اثر
ليتك كنت عرقلة طفلة في تجربتها الأولى للمشي
تكبر فتنسى العرقلة والسقوط والجرح!



*

مازلت أبحر بأحزاني على الورق !
ومازلت في حالة صحو مرهق !

والصحو المرهق يدفعنا للثرثرة أكثر ممايجب ويحق!
وقد اخبرتك يوما وانا في امس حاجاتي لدفء قلبك !
(اننا لاننام حين نكون في قمة الحزن أو قمة الفرح )
أردتُ بطريقة ما ان اخبرك انني منذ ان أحببتك وأنا في حالة صحو !
وكانت كلمة منك جديرة ان تهديني نوما مريحا بعد ليال مرهقة من التفكير!

فجاءني ردك كسقوط كتلة الملح على جرح مفتوح
(لاينام الا خالي البال)



*
فتداركت ألمي قبل ان ينسكب امامك

واستاذنتك وبالرحيل كي انام!
اردتُ ان اؤكد لك قدرتي على النوم
وان انفي عني تهمة انشغال البال!
اردت ان اثبت لك اني خالية منك
في الوقت الذي لم أكن متضخمة به إلا بك !
اردت ان احتفظ بآخر قوة تسعفني على الوقوف امامك صامدة!
فبرودة مشاعرك كانت تؤلمني
كانت مؤلمة جدا كانسكاب الثلج على جسد مشتعل
كانت برودتك تحولني دائما الى حي مجبر على ان يؤدي دور الميت بجدارة
فيعيش كل طقوس الغسل والدفن والصلاة عليه!



*
أتتقن صلاة الميت ؟
اذن توضأ للصلاة وأقمها علي
فالى هنا انتهت الحكاية وانتهيت أنا !




لن يتبع !


شهرزاد الخليج

..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق