الخميس، 29 ديسمبر 2011

قصيدة ساعة نحس للشاعر الدكتور/ صلاح عبد الله

في ساعة الجمعة .. أو بعد الصلاة بساعة
حارتنا تهيص
دا بيصللي على الهادي و بيسببح
و دا بيضحك أوي لجيرانه و يصببح
و دول .. شلة شباب بيبوصصوا على الحلوه اللي ناشره قميص
و دا ماشي بيغني كإنه بيشخخر
و دي هناك فاتحه شباكها و بتبخخر
و دا بيخرج و دا بيخوش
و دي بتكنس و دي بتروش
و واحده مطللعه السجاجيد و بتنففض و بتروّق
كإن حارتنا دخلتها الليلادي و قاعده تتزوّق
و قدام البيوت أطفال
على إيديهم و في وشوشهم و في هدومهم .. تلاقي تراب
جُداد عالدنيا .. لسه يادوب بيخبّطوا عالباب
دا بيجيب طوب عشان يترصّ
و دا بيددي لصاحبه مقص
يعيط واد لحد ماحسّه بيغلّق
تلاقي امه التخينه طالعه بتشللق
" الهي ماتوعوا تصطبحوا و لا توعوا تلاقوا الزاد
الهي تنقطع إيد اللي زق الواد"
يقوم جوز التخينه بالفانيله يبوص
تشوف جسمه .. تحس انه .. سيجاره و اتطفت مالنص
و يشخط في ابنه
" يابن الكلب .. بتفرّط في حقك ليه ؟؟؟!!!
أنا عايزك تسيّح دم
و اللي ماربوهوش أهله .. علينا اننا نربّيه "
تسرسع واحده من أوضه كإنها خنّ
" طلعلك والله صوت يا سهُن"
و تطلع واحده تترقّص
تقولها " خُفت انا .. يامّي
ياريت ياختي تلمّي الدور و تتلمّي "
و دا دمّه خلاص فاير
و دي تفضح .. و دي تعاير
تقول واحده لجارتها.. " يامّو نص لسان .. يا نمّامه "
ترد جارتها .. " يلا يا شحاتين الأكل .. يا لمامه "
و دا مسكوه زمان مع مين
و دي ظبطوها أبصر فين
تزوغ عينك مابين شاتم .. و بين مشتوم
و يخرجوا بالسِنَج و الشوم
و في وشوشهم غضب والع
و طوب نازل .. و طوب طالع
و دا سكران بسب الدين و مش بيفوق
و دي بتحدف طبيخ من فوق
و دا حطوله راسُه في التراب .. بِيسِفّ
و دا بيدّي لدا شلوت .. و دا بِيتِفّ
و دا وارم
و دا مبطوح
و دا مجزوع
و دا مجروح
و انا واقف و باستغرب
و اقول " ياربي .. ياربي "
يقوللك .. فقرهم بكره يربّيهُم
و هوا الفقر متربّي ؟؟؟!!!
و عالناصيه
تشوف نفس العيال .. هايصين في لعبتهُم
بيتشاقوا .. و يتخاصموا .. و يتصالحوا
كإن حارتنا دي بيتهُم
قال الواد اللي زق الواد .. جايبلُه توت
و بيقول " كُل و ماتوقّعش "
و دل لإن العيال .. غير الكُبار
بقلوب مابّتبَقّعْش
و تسمع فرملة عربيه قدام طفل
فايصرّخ لإنه اتخضّ
حارتنا في لحظه تتزلزل
يسيبوا رجّالتها الضرب و الشلاليت ... و نسوانها يسيبوا العضّ
و يجروا بسرعه عالعيل .. و يتلمّوا أوام حواليه
دا بيطرطشلُه قال ميّه على وشٌه
و دا يدلّكلُه قال ضهره
و دي بتدعك إيديه و رجليه
و تتلاقى الوشوش من تاني
و تترغرغ عيون بدموع
و من فوق الوشوش كَسْفَه
و تسمع مِيت " انا غلطان "
و تسمع مِيت " ماتزعلشي "
و " آسف " .. و " أنا آسفه "
و مِيت " فَوّت لاخوك يا شقيق "
و مِيت لعنه على الشيطان
و ميت لعنه لساعات الضيق
تقول واحده لصاحبتها
" عشان وزّة شيطان بينّا ... نسيتي العِشْره يا وليّه ؟!!
و هوا ابنك دا مش مولود على إيديّا ؟؟!! "
يقول واحد لجارُه " تنقطع إيدي
إذا مدّيتها تاني عليك
تعالى ياخويا خد حقّك بإيدك و ابقى مش راجل
إذا فّكرت أصُد إيديك "
يقولّه جاره " إخص عليك
نسيت لما عييت مرّه
و انا شِلتك على المستشفى .. عزّ الليل
مانابني شيء غير السقعه .. و هدّ الحيل "
و في دقيقه
تلاقي حارتنا تتحوّل لشلّال بُوسْ
على الاكتاف .. و عالخدّين .. و فوق الرُوسْ
و تلقى الودّ بعد البعتره .. يتلمّ
و ريحة الأكل .. زغروطه
و أخبار حلوه .. يعرفها الغلابه عن طريق الشَمّ
و تتمدّد طبالي تاني في الحارة
و يعملوا تاني غِدّيوَه
و زادها يادوب كلام طيب .. على ابتسامات .. على دموع في العيون باقيه
على لحمه ... على بصاره
و يحلف حد مالرجّاله
" والله ماتتغدّوا الا ويّايا "
و دا في حارتنا طبع قديم
حارتنا بتعبد العِشْرَه
و فضّاحه .. و مفضوحه .. و نسّايه

هناك تعليقان (2):

  1. ربنا يشفيه من سقمه يا رب دكتور صلاح عبد الله بجد بيثبت ان مصر فعلا ولادة
    في وقت كلنا بنتمنا انها كانت خدت حبوب منع الحمل

    ردحذف
  2. الله يرحمك يا دكتور صلاح ويغفر لك ويسكنك فسيح ٠جناته امين يارب

    ردحذف