الاثنين، 16 مارس 2009

قطتي الشامية قصيدة لنزار قباني


أضناني البرد, فكوّمني..
داخل قبضتك السحريّة..
خبئني فيها أياما..
احبسني فيها أعواما
احبسني كالطير المرسوم على مروحة صينيّة
فالحبس لذيذ , ومثير ..
لا تفتح قبضتك السحريّة
لا تفتح كفك.. واتركني
أرعى كالأرنب في غابات يديك الوحشيّة..
لا تغضب مني.. لا تغضب
فأنا قطتك الشاميّة
هل أحد يغضب من قطته الشاميّة؟
اتركني العب كالسنجاب على الأدراج العاجيّة
وفتات السكّر , الحسّه ..
داخل قبضتك السحرية..

أمنيتي تلك, وما عندي
أغلى من تلك الأمنيّة
لو املك زاوية بيديك
لكنت ملكت البشريّة..
خبئني في خلجان يديك فإن الريح شماليّة
خبئني في أصداف البحر, وفي الأعشاب المائيّة
خبئني في يدك اليمنى..
خبئني في يدك اليسرى..
لن اطلب منك الحريّة..
فيداك هما المنفى..
وهما.. أروع أشكال الحريّة.
أنت السجان.. وأنت السجن..
وأنت قيودي الذهبيّة
قيدني يا ملكي الشرقي.. فإني امرأة شرقيّة..
تحلم بالخيل .. وبالفرسان..
وبالكلمات الشعريّة..

إني مولاتك.. يا مولاي..
فغصّ في صدري كالمدية ..
سافر في جسدي كالأفيون..
وكالرائحة المنسيّة..
سافر في شعّري.. في نهديّ..
كطعنة رمح وثنيّة..
سافرـ يا ملكي ـ حيث تريد..
فكّل شطوطي رمليّة..

سافر .. فالريح مواتيّة..
وأنا راضية مرضيّة..
ضّيعني في أحراج يديك
سئمت .. سئمت المدنيّة
حيث الأشجار بلا عمر..
حيث الأزمان خرافية..
أرجعني .. صافية كالنار ..
وكالزلزال بدائيّة ..

حرّرني .. من عقدي الأولى
مّزق أقنعتي الشمعية..
وادفني تحت رماد يديك..
شهيدة عشق صوفيّة..
ادفني .. حيث يشاء الحب
أنا رابعة العدويّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق