الثلاثاء، 30 يوليو 2013

فيس بوك ( 1 ) - قلم برائحة ياسمين " عامر شبيل


 لو كان الفيس بوك ، يُسجل كم من مرة نُعاند أنفسنا
أو يفضح تسلل أصابعنا رُغما ً عنا ، إلى صفحاتهم الشخصية
لسجل كُل ليلة أن بعضنا يتركُ صفحته برسائلها المكتظة
... وأشعارتها التي لا تُحصى ، لنذهب إلى منشور كان يقصدنا به
تُكرر قراءتهُ للمرة المائة ما بعد النهاية
أو لصورة خصصها لنا
لو كان الفيس بوك يُسجل كم مرة ترحل أرواحنا
إلى صندوق رسائلنا
نُمرر أصابعنا فوق ما تراكم من رسائل
لنصل لرسائل نحفظها كما يحفظ الطفل الصغير رائحة أمه
او مثلما تحفظ تلك العاقر دعاء تُكرره كل ليلة لتنجب طفل تُمارس
أمومتها التي تشتهيها حينما تداعبه ..
لو كان الفيس بوك يُسجل عدد زيارتنا أو تنهداتنا أو بكائنا
ذات ضُعف أو ذات اشتياق لفضح هشاشة أرواحنا
التي نُخفيها تحت وجع كذبة النسيان ..
أجمل ما في الفيس بوك أنه ُ لا يرصد جحيم غيرتنا
حينما نُشاهد تعليق غزلي
أو ابتسامة منهُم كانت تذيب قلوبنا رداً على ذاك التعليق
أجمل ما في الفيس بوك ، أنه لا يكتُب كل ليلة
كم نترك كُل شيء
لأجل صفحة شخصية ، هي كُل ما تبقى من فتات
من جعلونا نُردد عبر اليوتيوب صوت درويش
وهو يقتلنا بموسيقى صوته " تنسى كأنك لم تكُن "
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق