بداخلي وطن يبكي . طفل صغيْر إنطوى على نفسه , يرتجف لا من شدة البرد بل من شدَّة الغربة . بالرغم من يومٍ حافلٍ ...بإمتياز ؛ قُضيَ مع أفرادِ عائلتي , إلا أنني كُنتُ وحدي !
من المُوجِعِ أن تكونَ مع العالم , ولا يكونُ العالمُ معك .
يحيْطُ بكَ الفراغُ من جميعِ جهاتِك ويحدُّكَ المجهول من جميْع زواياك . تمسي غائباً عن الحياة , حاضرَ الوعي ضائِعَ الملامح .
أن تكونَ إنساناً بمواصفاتٍ غريْبة . فلا أنتَ تشبه بخار لا تشبه دخان لا أنتَ تشبهُ ضوء لا أنت تشبِهُ سمكة ولا أنت تشبِه ظل .
تُمسيْ كائناً بمواصفات جديدة ربما لو علمَ بكَ عالِمٌ لسَّجلَ بِكَ إكتشافاً جديداً
رُبما الحياةُ قاموس ونحْنُ كلمات وبعضنا مبتور , هربَ بعض لونه , ونكهته . فما عادَ لنا معنىً ولا فائِدة .
ربما الحياة لُجوءُ, وأنتَ روح هاربةٌ من جسدٍ أخافُكَ ظلامه , وحشته ,عُزلته .
فرُحتَ تبحَثٌ في علبِ الكبريْت عن بقاياك عن طعمتِكَ المسروقة , ولجأت في شتاءِ الإنتماء إلى طائر, خبأكَ في جناحيْه أطعمَكَ من لحمه , وسقاكَ من دمِه , لأن شيئاً ما يربُطكَ به .
ثمَّ حملَكَ إلى أعلى قمةٍ بمخلابِه , ورماكَ إلى وادٍ سحيْق فقط ليَسْتَمتعَ بصوت ارتطامِك على حجر .
هكذا كنتُ اليوم بلا مبررات ؛ تهشَّمَت روحي أمامي "
كي أعتذر منكِ .. لأني منحتك أكبر من حجمك .. واستضفتكِ في قلبي .. وتجولت معكِ في خيالي .. وراقصتكِ تحت أمطار أحلامي ..
كنت أكذب .. لكني صدقت ..
يوماً ما .. جئت إليكِ ..
كي أبوح لكِ .. بأني أدركت متأخراً .. أن الحب شيء آخر .. ليس أنتِ .. وأن الحنين شيء آخر .. ليس أنتِ .. وأن الغيرة شيء آخر .. ليست أنتِ .. وأن الحكاية .. نزوة طفولية ..
كنت أكذب .. لكني صدقت ..
يوماً ما .. جئت إليكِ ..
كي أقول لكِ شكراً .. لأنكِ أدركت قبلي .. عمق المساحة بيني وبينك .. وحاولتِ أن تشرحي لي جاهدة .. الفرق الشاسع ... بين السماء .. والكرة الأرضية ..
كنت أكذب .. لكني صدقت ..
يوماً ما .. جئت إليكِ ..
كي أبرهن لكِ .. أني ما زلت على قيد الحياة .. وأن رحيلك لم يقتلني كما ظننت .. وأن غيابك .. كان حزناً تافهاً .. وأن جرحي .. كان سحابة صيفية ..
وأمزق الصفحات الحالمه وأطعم نيران الواقع تاريخي ؟ هل أن الاوان أن أنسلخ من رومانسيتي ،
وأكفر بالورد الاحمر ؟ وأسخر من قصائد العشق وأقذف الحب بأبشع الألفاظ ؟
هل آن الأوان أن أتخلص من ميراث حبك .. بقاياك المؤلمه !
كتاباتك , مسجاتك , رسائلك الزرقاء وأقدمها الى عاشقة مازال لديها قدرة الشوق والحب ؟
هل آن الأوان أن أتحول الى امرأة خائنه وأجرب النسيان على طريقتهن “الغبيه” فأفتح أبواب أحلامي لرجل آخر؟ أمنحه حبك ويمنحني نسيانك ؟
هل آن الأوان أن أسير على الطريق وحدي وأن أفرح وحدي وأن أحزن وحدي وأن أشتاق وحدي وأن أغني وحدي ؟ وأن أرقص وحدي وأن أحلم وحدي وأن لايكون معي تحت المطر سواي !!
هل آن الأوان أن أصارحك بأني أحببتك في النصف الأول من العلاقه كما لم أحب شيئاً في حياتي :”( ؟ وإني بكيتك في النصف الأخير كما لم أبكي شيئاً في حياتي ؟
هل آن الأوان أن أعترف لك بأن : إحساسي الحقيقي وحلمي الحقيقي وانكساري العظيم ، وفشلي الأكبر وهزيمتي الكبرى .. كانت آنت ؟