أؤمن أن هناك رجالا ونساءا يقتسمون بيتا واحدا ووعاء واحد وفراش واحد لكنهم ابدا لا يلتقون أؤمن أن هناك لقاءات وأحاديث ونجوى واسرار تبدأ ولا تنتهي بين رجال ونساء كل منهما في قاره بعيدة أؤمن أن هناك مشاعر تشتعل وتحيا وتثمر خيرا وعطاء بعد الفراق أؤمن أن قلوبنا رغم الفراق بالحب تحيا... وأؤمن أنه بالعقل وحده يشقى الإنسان
ماذا أفعلُ في مقاهي العالم وحدي؟ أمْضَغُ جريدتي! أمْضَغُ فجيعتي! أمْضَعُ خيطانَ ذاكرتي ... ماذا أفعل بالفناجينِ التي تأتي وتَروُحْ ؟ وبالحُزْنِ الذي يأتي ولَا يروُحْ ؟ وبالضَجَرِ الذي يطلعُ كلّ رُبْعِ ساعهْ حيناً من ميناءِ ساعتي وحيناً من دفترِ عناويني وحيناً من حقيبةِ يدي؟
احتفلوا به كما لو كان عشيقاً استقبلوا العام الجديد ببهجة ، حتى و إن كنتم من مفلسيّ الحبّ . لا شيء يستحقّ الحزن ، إنّه زمن مضى . من في العام الماضي تنازل عنكم دقيقة تنازلوا عنه إلى الأبد . فالذي يقبل بدقيقة يقبل بأكثر ، و الذي لا يقيس الوقت العشقيّ بلهفة ساعة رمليّة ، دعوه يتسرّب من بين أصابعكم دون ندم . ما هو إلّا حفنة رمل . أُمضوا نحو العام الجديد سعداء . حاذروا أن تلتفتوا إلى الوراء ، أو تهدروا طاقتكم في فضّ الاشتباك مع الماضي لمحوه " إنّ الذين يمسحون آثار أقدامهم يموتون مبكّراً " تقول الأسطورة . عام آخر يجري بنا ، لا تُضيفوا سنوات إلى حياتكم.. بل حياة إلى سنواتكم. . لكم منّي أحبّتي واحداً واحداً أجمل الأماني .
إنه منتصف الوجع بعد العيد ثلج غيابك المتساقط عليَّ وأنا أنتظرك على ناصية العام أتخطّى الزمن إليك غير معنيّةٍبعدّاد الأعوام أحاذر الوقوع في شرك الأرقام أخاف ألاّ تتعرّف عليَّ لحظة تلفّني عباءة الأيام فتتركني أرتجف كشجرة عيد في ثوب عرسيَّ الثلجيّ
فيما العالم يبتهج أصنع منك رجلاً من ثلج بشال أحمر يلتفّ حول عنق الذكرى أكسوك... بما حملتُ إليك من هدايا ما زال القلب يُواصل شراءها لك بحكم العادة من دون أن يدري تحت أقدام أيّة شجرة يضعها فلا عنوان لشجرة قلبك تلك التي بالغيرة تسمّمت عروقها و قطعها حطّاب الوقت